الجمعة، 20 ديسمبر 2013

التحرر من الزمان و المكان، باولو كويليو، حوار







باولو كويليو: كاتب برازيلي ولد في (ريودي جانيرو) عام 1947. من أشهر أعماله: (الخيميائي ــ الجبل الخامس ــ بجوار النهر بيدرا جلست وبكت). وقد بلغت مبيعات كتبه أكثر من (15) مليون نسخة، وتُرجمت إلى (34) لغة.


 

التحرر من الزمان و المكان

                                                                    باولو كويليو

                                                     حوار وترجمة: ياسر شعبان
 
باولو كويليو.. الروائي البرازيلي الأشهر، يعد ظاهرة في سوق النشر العالمية، حيث توزع رواياته ملايين النسخ. وقد قدم لنا الروائي "بهاء طاهر" ترجمة عذبة لروايته "الخيميائي Alchemist وأعطى للترجمة عنوناً دالا وهو "ساحر الصحراء". ومنذ أن قرأت هذه الترجمة  وأنا مشغول بالبحث عن أعمال أخرى لهذا الكاتب، حتى وجدت الترجمة الإنجليزية لروايته "الجبل الخامس the fifth mountain" وترجمتها لتصدر عن دار ميريت وتتابعت بعدها الأعمال المترجمة لهذا الكاتب الظاهرة، منها "مكتوب" ترجمة "طلعت الشايب" و"فيرونيكا تقرر أن تموت "ترجمة الشاعرة" ظبية خميس". ووجدت أن ما جاء في مقدمة "بهاء طاهر" هو التوصيف الأمثل لأسلوب "باولو كويليو" الذي يتسم بالبساطة المتناهية والتي تجعلك لأول وهلة تعبر عليها سريعاً، لكنك بعد فترة تشعر بها وقد تسللت إلى روحك وحواسك لتلفت انتباهك إلى "تفاصيل دقيقة تحيط بك ولا تجد لها تفسيراً. وتكفي الإشارة هنا إلى فكرة "الأسطورة الشخصية" والتي تشير إلى الأحلام التي تطاردنا ونطاردها، وكيف أن في حياة كل إنسان حلم كلما حاول الهروب منه يجده يقطع عليه صيرورة حياته لترتبك أفكاره وخطواته قبل أن يتبين الطريق التي فارقها عن عمد وفي الحلق مرارة وفي القلب وخز لا يروح. ومع الوقت تجمعت لدى تساؤلات تمنيت لو أطرحها على هذا الروائي الذي بدأ الكتابة وقد تجاوز عمره الثلاثين وبعد فصل مفاجئ من العمل وهو في ذروة النجاح، لتوزع رواياته أكثر من عشرين مليون نسخة.. هذا الروائي الذي لا يشبه كتاب الواقعية السحرية أو كتاب الواقعية القذرة. و ببساطة أرسلت له رسالة بالبريد الإلكتروني أعرض عليه فكرة أن أجرى حواراً معه لأخبار الأدب، وبعد فترة جاءني الرد بأنه لا مانع عنده بعد ذلك أرسلت له تسعة أسئلة، أجاب عليها كلها عدا سؤالين أحدهما عن وضوح الجانب الديني الروحاني في رواياته وعلاقة هذا بنشأته في المدارس اليسوعية، وفي نفس الوقت غياب تجربة التمرد والحياة بين الهيبز وتعلم السحر الأسود. وكان السؤال الثاني عن رأيه في المذابح التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين وموقف البرلمان الدولي للكتاب المشرف منها.


ــ في رواياتك أحداث وخلفيات معرفية "تاريخية وأسطورية" وثقافية تعود إلى دول مثل مصر ولبنان واليونان، لكنك لم تكتب عن وطنك البرازيل، فهل تحاول الإفلات من سطوة الواقعية السحرية أم هذا موقف من بلدك و شعبك؟
في رواياتي أحاول أن أرى العالم بعيني مواطن برازيلي، لكنني لا أحاصر خيالي بأية حدود. وحيث أن الصراعات الإنسانية تحدث داخل القلوب، بغض النظر عن الانتماءات والخلفيات المعرفية، فإنني اكتب عن هؤلاء الناس وصراعاتهم، لكنني أتحرر من الزمان والمكان.


ــ في روايتيك :"الجبل الخامس" و"الخميائي" يتجلى فهم عميق بطبيعة البلاد والشعوب التي تدور حولها هذه الراويات، فكيف استطعت الوصول إلى مثل هذا الموقف رغم أنك لا تنتمي لهذه البلاد ولم تعش بها. فهل الأفلام والكتب تكفي؟
من أهم الأشياء التي يتيحها لك الفن أن تتعرف على شتى الثقافات وترتبط بها، وهذا أهم جسر بين الحضارات المختلفة، وبالنسبة لي عاونتني "ألف ليلة وليلة" وغيرها من النصوص الكلاسيكية في فهم جوهر الإنسان العربي والإعجاب به.


ــ البعض يصنفون رواياتك كتجديد في شكل الرواية التاريخية والمتافيزيقية، وذلك لاعتمادها الكبير على التاريخ والعقائد، فما تعليقك؟
ككاتب لا أستطيع الحكم على رواياتي، لكنني أسعى إلى الكتابة بصدق قدر الإمكان.


ــ في رأيك ما هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتشار رواياتك في معظم بلاد العالم واحتلالها لقوائم أفضل المبيعات في هذه البلدان، هل لخبرتك في مجال الدعاية والتسويق دور في هذا، أم ترى أن حاجة الإنسان الغربي لتناول مشكلاته بشكل متافيزيقي روحاني هي السبب الرئيسي لذلك؟
أولاً لا خبرة لي بوسائل الإعلام. كذلك لا أسعى إلى إشباع رغبات أي قارئ، فقط أسعى للوصول إلى حالة من المشاركة الروحانية.
ولكي تكون كاتباً برازيلياً، يجب أن تحارب كل الأنماط الثقافية الضخمة والسائدة. أما بالنسبة للسبب وراء انتشار كتبي في معظم بلدان العالم ووجودها على رأس قوائم أفضل المبيعات فيرجع إلى تدعيم القارئ لها. أنا لا أكتب بالإنجليزية ولست كاتباً أمريكياً ولا دراية لي بمسألة تسويق الكتاب، لكن هناك دعماً تلقائياً من القراء. وهو ما يساعد رواياتي على الانتشار. وليس من سر وراء تحقيق النجاح، فقط تكون نفسك وعندئذ يتواطأ العالم كله على مساعدتك.


ــ يعتبر البعض اللغة البرتغالية بمثابة مقبرة للأدب، لصعوبتها وعدم انتشارها في العالم. ولكن من خلال الترجمة انتشرت رواياتك بعدد من اللغات، فما علاقتك وتقييمك لترجمات رواياتك، وما هي الآثار السلبية والإيجابية للترجمة على جماليات وروح اللغة الأصلية؟
البرتغالية هي لغتي الأصلية وهي لغة جميلة. أما المترجم فليس بوسعه أن يبدع كتاباً، فقط المترجم الجيد هو القادر على فهم وإدراك أعماق اللغة البرتغالية.


ــ بعد زيارتك لمصر ما انطباعك عن هذا البلد وعن الثقافة العربية بشكل عام، وهل قرأت أية روايات عربية مترجمة ومن هم الروائيون الذين لفتوا انتباهك؟
كانت زيارتي لمصر في عام 1987، زيارة مهمة بالنسبة لي لأتمكن من كتابة رواية "الخميائي"، فخلالها تعلمت الكثير عن الإسلام وعما تتمتع به بلدك من ثراء، لكنني تعلمت ذلك عن طريق تبادل الحديث مع عامة الناس الذين مازالوا يحفظون المعرفة المصرية القديمة في قلوبهم، رغم عدم وعيهم بذلك , ولقد تأثرت عميقاً بالحميمية التي وجدتها في مصر.
أما بالنسبة للتأثيرات العربية على الأدب العالمي فهناك عد كبير من الكتاب العرب المهمين، ولهذا من الصعب والظلم أن اختار كتاباً أو كاتبين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق