هل يضحك المسلمون؟!
لنبحث برزانة وجدية مسألة تجاهل روح المرح عند المسلمين،
ففي نفس الوقت الذي تشيع فيه الآراء الجامدة عن النظم السياسية غير المستقرة، واستعباد
النساء في المجتمعات الإسلامية. تظل مسألة روح الدعابة عند المسلمين نادرة المناقشة.
فبناء على الصور التي تقدمها وسائل الإعلام، بدا
المسلمون لا يتمتعون بأي حس ساخر لأنهم لا يضحكون أبداً. وذلك بالإضافة إلى أن الكتاب
المسلمين لم يظهروا في أي مختارات عن الأدب الفكاهي، فعلى سبيل المثال لا يوجد كاتب
مسلم واحد في موسوعة أكسفورد للأدب الفكاهي.
وعلى العموم ـ لا يجب أن يشعر
المسلمون بالأسى، وذلك لأنه لا يوجد أيضًا أي كتَاب هنديين في هذه الموسوعة، رغم أن
كثيرين منهم مثل (فى. إس. نايبول، نيراد شيدهورى) سبق لهم الفوز بجوائز عالمية في الأدب
(ولقد حققت القصص الأولى ل "نايبول"
انتشاراً كبيراً..).
والمسلمون يستمتعون بالنكتة ـ حتى "الملالي"،
وذلك رغم المظهر الغاضب المكفهر الذي يلازمهم في الغرب. فهم في حياتهم الخاصة غالباً
ما يتمتعون بالدفء وروح الدعابة.
وتعتبر قصص "الملا ـ نصر الدين" الساخرة
المتهكمة على الذات من الفلكلور الفارسي. وكثير من "الملالي" الذين أعرفهم
يتدربون على ترديد "نكات الملا" ؛ ذائعة الصيت في المجتمع الريفي؛ عن أنفسهم.
ومن أكثر الكوميديانات شهرة في السينما الهندية:
مسلم ويدعو نفسه "جوني ووكر Johny Walker". وكذلك "رانجيلا"ـ في السينما الباكستانية
ـ يتمتع بحس كوميدي أصيل.
ويكشف الناس
في الأماكن المزدحمة، والأسواق الفلكلورية "البازارات"، والمواطنون العاديون
عن حس فكاهي لاذع السخرية، وذلك بالإضافة إلى درجة عالية من الوعي السياسي وهذا ينطبق
تماماً على القاهرة كما ينطبق على إسلام أباد.
والنكتة التالية تكشف عن العناصر بعد الحداثية للتهكم
على الذات Self parody وللجمع بين مرجعيات متباينة.
وهذه النكتة تم (صكها وتداولها) في باكستان إبان
ذروة استبداد وطغيان الجنرال "ضياء الحق". وكان ضياء ؛ الذى يتسم بسمعة مستقيمة
تماماً، مادة هذه السخرية، حين كان يقدم برنامج "إسلاميات"، وهكذا انطبقت
عليه تماماً المفارقة المولدة للفكاهة:
(كلما بعد التشابه، زادت الفكاهة).
وهذه هى النكتة:
جاءت سيدة من الطبقة المتوسطة لمقابلة "ضياء"،
فقال لها: مدام ـ أنت ترتدين "الساري" الهندي، وهذا ينافي الحس الوطني ـ
من فضلك اخلعيه عنك. وكمواطنة باكستانية مخلصة ـ أطاعت ـ ونظر إلى ملابسها الداخلية
وقال: ما هذه الأشياء ماركة (ماركس وسبنسر)؟ ألا تعرفين أنهم يمولون إسرائيل؟ وبعدما
خلعتهم ـ تساءلت ماذا أفعل الآن؟
ففتح ذراعيه وقال: تعالى وعانقي الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق