قصائد
هارولد بنتر
ت: ياسر شعبان
كرة
القدم الأمريكية
هاليلولا
!
نجح
الأمر.
لقد
ألقينا القاذورات عليهم.
ألقينا
القاذورات
على
مؤخرتهم مباشرة.
و على
آذانهم الملعونة.
نجح
الأمر .
ألقينا
القاذورات عليهم
غرقوا و
اختنقوا في قاذوراتهم!
هاليلولا
!
نحمد
الرب على كل الأشياء الجيدة.
لقد
أغرقناهم بالقاذورات المعلونة.
إنهم
يأكلونها.
نحمد
الرب على كل الأشياء الجيدة .
طوحنا
كراتهم في أكوام من التراب
في
أكوام من التراب الملعون.
فعلنا
ذلك.
و الآن
أريدك أن تأتي
تأتي
إلى هنا
و تقبلينني على فمي.
ليبارك
الرب أمريكا
إنهم
يذهبون مجدداً
جنود
اليانكي في موكبهم المدرع
يرددون
أغنياتهم الشعبية مبتهجين
و هم
يجوبون أنحاء العالم الكبير
و يصلون
لرب أمريكا.
المجارير
تسدها أجساد للموتى
الذين
فشلوا في الانخراط
الذين
رفضوا الغناء
الذين
فقدوا أصواتهم
الذين
نسوا النغمة.
لدى
الخيالة أسواط قاطعة
تتدحرج
رأسك على الرمال
رأسك
بركة من القاذورات
رأسك
حجر في التراب
جحظت
عيناك
و أنفك
لا يشم سوى رائحة الموتى
كل
الهواء الميت مفعم بالحياة
بنفحة
من رب أمريكا.
ديمقراطية
لا مفر
انطلقت
قطع الطوب الكبيرة
و سوف
تطيح بأي شيء في طريقها.
انتبه
لظهرك.
النشرة
الجوية
يبدأ
النهار بالغيوم
و سيكون
الطقس بارداً للغاية
لكن
بمرور الوقت
ستشرق
الشمس
لتصبح
الظهيرة جافة و دافئة.
و في
المساء سيسطع القمر
و يكون
مشعاً تماماً.
كذلك تجدر الإشارة
إلى
هبوب رياح باردة
لكنها
ستنتهي عند منتتصف الليل
و لن
يحدث أي شيء أكثر من ذلك.
.......
و هذه
آخر نشرة.
"
خلايا السرطان هي الخلايا التي نسيت كيف تموت".
-
ممرضة في مستشفى " رويال مارسدن"-
لقد نسيت
كيف تموت
و هكذا
مددت حياتها القاتلة ....
أتعارك
كثيراً مع ورمي
لنأمل
ألا يؤدي ذلك لموت كلانا.
أحتاج
أم أرى ورمي ميتاً
ذلك
الورم الذي نسيَ أن يموت
و بدل
ذلك خطط لقتلي.
لكنني
أتذكر كيف أموت
رغم أن
جميع شهودي قد ماتوا.
و
أتذكر ما قالوه
عن
الأورام التي ستجعلهم
عمياناً
و أغبياءً مثلما كانوا
قبل
ولادة ذلك المرض
الذي
جاء بالورم.
ستجف
الخلايا السوداء و تموت
او تغني
مبتهجة و هي تنتشر.
و في
صمت تام تنمو و تتكاثر ليل نهار.
و لن
تعرف ذلك أبداً
لأنها لا تصرح به.
مقابلة
مات
الليلة ،
و إذا
بالموتى منذ زمن طويل
ينظرون
للموتى الجدد
الذين
يتجهون نحوهم.
هناك
دقة قلب خفيضة
عندما
عانق الميت
من
ماتوا منذ زمن طويل
و
الموتى الجدد
الذين
يتجهون نحوهم.
إنهم
يصرخون
إنهم
يقبلُون
عندما
التقوا مجدداً
لأول و
آخر مرة.
بعد
الغداء
في فترة
الظهيرة
جاءت
المخلوقات المتأنقة
لتتجول
بين الموتى
و
تتناول غداءها.
تلتقط
المخلوقات المتأنقة
ثمار
الأفوكادو المنتفخة من التراب
و تقلب
حساء ال " مينيسترون"* بالعظام
المبعثرة
و بعد
الغداء
يتمددون
في حجرة الجلوس
و يصبون
ال" كليرت"** في الجماجم المناسبة.
...........................
*Minestrone:
حساء الخضر و المكرونة.
** Claret:
دم – خمر فرنسية.
المختفي
عشاق الضوء، الجماجم
الجلد المحترق،الومضة
البيضاء في الليل،
الحرارة الكامنة في موت الرجال.
انفصل الوتر عن القلب
في حجرة للموسيقى،
حيث يعرف أطفال الضوء
أن مملكتهم قد
حان وقتها.
الأيام الخوالي
حسناً – لم تكن هناك مشكلة
فجميع الديمقراطيات
( جميع الديمقراطيات)
كانت خلفنا.
لذلك كان علينا أن نقتل بعض الأشخاص.
ثم ماذا؟
قتل أعضاء الحزب اليساري.
و هذا ما اعتدنا الرد به
في الأيام الخوالي:
ابنتك يسارية.
سأضرب كل جزء من جسدها اليساري القذر
من أسفل لأعلى
سأضربه ب " الكبش" ذي الرائحة الكريهة.
و هكذا أوقفوا اليساريين.
ربما هي أيام مضت
لكنني سأخبرك بأنها كانت أياماً طيبة.
و على أية حال،فجميع الديمقراطيات
(جميع الديمقراطيات)
كانت خلفنا.
قالوا: فقط لا تقل
( فقط لا
تقل)
لأي شخص
أننا كنا خلفك.
هذا كل شيء
فقط لا تقل
( فقط لا تقل)
لأي شخص أننا كنا خلفك.
فقط أقتلهم.
حسناً، رغبت زوجتي في السلام.
و كذلك طفلي الصغير.
و لذلك قتلنا جميع اليساريين
لنجلب السلام لأطفالنا الصغار.
على أية حال- لم تكن هناك مشكلة
فلقد ماتوا جميعاً- على أية حال.
...........................................................
- هارولد بنتر(1930 -2008): كاتب مسرح و شاعر بريطاني، حصل على جائزة نوبل في الأداب 2005.
-
القصائد مأخوذة عن موقعه على الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق