مختارات
من الشعر الأرمني الحديث
ترجمة:
ياسر شعبان
القرية
العجوز
توروس تورانيات
زرتُ قريتك العجوز
ورأيتُ أمك تهدهدك حتى تنام
على كتف أبيك
رأيت فأسه اللامعة
التى يعزق بها الحقول حتى الفجر
الجميع يتسامرون
على بساط من جلود الحيوانات المشوية
تحت شمس لا تغيب أبداً
هنا الأرض التى يحكمها الإنسان بسلام
وهذه الأرض تنظم حياته
أى شىء أكثر نستطيع أن نطلبه
مِن يد الفنان؟
أحفاد
المزارعين
توروس تورانيات
طفل أنا
مِن أرض المُهاد
حيث نفخ الله الحياة
داخل أول إنسان
نَبتُ من جنبات جبل "عرارات"
بذاكرة متوارثة بأننا
أحفاد أحفاد نوح
رجال ما زالوا يتذكرون
كيف يزرعون أشجار الكروم مرات ومرات
ثلاثون
عاماً
هنريك تومانيان
طوال ثلاثين عاماً
، ورُبما أكثر ،
مرت حياتى
فى الإيقاع السريع الصاخب
للمدن الكبيرة
طوال ثلاثين عاماً
وأحجار الأرصفة الناعمة
تحتك بقدمىّ بلا توقف
شاهدتُ أضواء النيون فى المساء
ومررت عبر هذه الشوارع
حيث يتدافع الناس مُسرعين
وآلات جديدة تحسب قروناً فى دقيقة
وبدا الأمر كما لو أن أسرار
هذا العصر الذرى المهول
كانت معروفةً لى.
بلاـ توقف منذ ثلاثين عاماً
مرت حياتى فى ضجيج المُدن
وطوال هذه السنوات
لم أصبح أو أشعر
أننى مِن سُكان المُدن
ظللتُ غريباً
لكل هذه الأضواء البراقة ، ولكل الشوارع
ظللت غريباً
ولم أفهم ذلك
عندما عدت إلى قرية آبائى
أصبحت فتىً ريفياً، مِن جديد
رُبما، بملابس أنظف
وبشعر مُصفف
وكلام هذبه التعليم
وإلى حد ما أكبر سناً
.... ولا شىء أكثر.
والباقى ، كما هو معتاد دائماً
النجوم فى الليل الطويل الهادىء
وإيقاعات الجداول المُنسابة
وحقول الكرم فى قلبى
ملأتنى دهشة وحماساً
فعدت مجدداً
أطرق باب شبابى
ترجمها إلى الإنجليزية (أوسكار
أوهنيجيان).
إبدأ
يومك بالقصائد
يورى ساهكيان
كى يكتسب الخبز مذاقه
وتجرى المياه العذبة
إبدأ يومك بالشعر
كى يُرشد الضوء
مثل يد أم
للوصول إلى ما وراء
أفق اليوم
كى تصبح شخصاً يمتلك
الشجيرات والأشجار
وتسعد دربك
بالطير والنحل
حتى ـ ولو دون دروب مُغرية
مِن زمن أو قرن آخر
حتى لو اشتعلت شمس ميتة
وشوتك نيرانها
... ... ... ابدأ
* يورى ساهكيان: شاعر رائد ، يعيش فى
"يريفان" حيث يعمل كمحرر وكاتب للأطفال.
خريف
جاكى هاجوبيان
مثل ندى يتساقط مِن النجوم
فيبرد شعرى الذى سخنته الشمس
مثل الحقول المحصودة، ولم تصبح جرداء تماماً
فثمة شريط فضى هنا، ورمادى هُناك
مثل أشعار كُتبت تَوّاً
تقف محدقة على سطح ورقة كانت بيضاء
شائع هذا ، نادر هذا
خيط حريرى هنا ، وآخر هناك
فى وقت ما ، سيتضح القدر
كاشفاً أسرار الزمن ، المُهملة الآن
بمجرى ثلجي هُنا ، وآخر هناك
شواطىء جسدي ، متعته و يأسه
تجتمع كلها فى مقدمة رأسي
صانعة تاج العُمر
شعر أبيض هُنا ، وشعر أبيض هناك.
* جاكى هاجوبيان: مولودة عام 1917 فى
بيروت. وتعيش الآن فى لوس أنجلوس.
نبتتى
وأنا
زولال كازاندجيان
زرعت هذه الشجيرات الخضراء
فى ظل أشجار أخرى
تعلوها زهرة برية
هِاي ، يا عالم الإعلانات
تعتقد أننى منبوذ
وأننى وحيد
وأننى بلا قيمة
وغير مُسلح
ورغم ذلك، نبتتى وأنا
موجودان مثل الباب
الذي تصفعه الرياح ،
نفتح ونُغلق باختيارنا
الجو مُظلم
خرجت أبحث عن بطاقة مجانية
لأحصل على القهوة
كى أتذكر ، كي أنسى
بعد ذلك
عدت إلى مكان ، عالم ، شارع له اسم
مكان يعرف الصواب مِن الخطأ
مكان يُمكن للغبار أن يتساقط عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ولد عام 1933 فى (موسا داج، أرمنيا) ، تعلم فى فينسيا. ويعيش
الآن فى باريس.
* المصدر مجلة (أرارات ـ Ararat)
خريف 1998
* ترجمها إلى الإنجليزية (ديانا دير ـ
هوفانسيان)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اللوحة بعنوان ( الربيع ــــــ عام 1904) للفنان الأرمني مارتيروس ساريان Martiros Saryan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق