يتناول هذا المقال تأثير محرك البحث
العملاق "جوجل" على دخل الصحف المطبوعة من الإعلانات، وذلك باجتذاب
المعلنين بما يقدمه من محتوى منقول من الناشرين الأصليين دون القيام بأي تسويات
معهم. كذلك يقدم المقال بعض محاولات التسوية بين جوجل وغيرها من شركات الإنترنت العملاقة
وبين حكومة الدول التي تعمل على أرضها أو تستغل المحتوى الخاص بناشريها، ومن بين
هذه التسويات تقديم منح للصحف الورقية لمعاونتها على تقديم نسخ رقمية تساهم في
زيادة توزيعها وبالتالي جذب المزيد من الإعلانات.
***
هل تسببت جوجل
في اضمحلال صناعة الصحافة؟
ميشيل كولزوفسكي
ت: ياسر شعبان
ت: ياسر شعبان
هناك عدد معتبر من الصحفيين يقيمون
وزنًا للدور الذي تلعبه جوجل في صناعة الصحف. وحققت الشركة بلايين الدولارات من
الإعلان اعتمادًا على مطوري المحتوى. وفي المقابل فقدت صناعة الصحافة ملايين
الدولارات خلال السنوات العشرة الأخيرة، بمعدل يتناسب مباشرة مع النمو الفعلي الذي
حققته جوجل. فهل يجب على شركة جوجل فعل المزيد لأجل صناعة الصحافة؟
في عام 2011، حققت جوجل 37 بليون
دولار، تمثل الإعلانات نسبة 96% منه. وخلال الفترة من 2012 إلى 2013، حققت شركة
جوجل متوسط دخل ربع سنوي يقدر بحوالي
14بليون دولار، ولسوق الإعلانات نفس النسبة في هذا الدخل.
وصرح المتحدث الرسمي لشركة جوجل بأن
"25 من كبار المعلنين في جوجل ينفقون أكثر من 150 مليون دولار في العام على
صناعة الإعلان في جوجل ومنها على سبيل المثال: البحث، العرض واليوتيوب."
وحاليًا، شركة جوجل مسئولة عن أكثر من 41% من صناعة الإعلان الرقمي في الولايات
المتحدة، وذلك وفقًا لإحصاءات المسوق الإلكتروني eMarketer.
وفي عام 2000، عندما قدمت جوجل لأول
مرة خطة المفردات الإعلانية، كانت الصحف في الولايات المتحدة قد وصلت لذروة
مكاسبها من الإعلانات المباشرة "48 بليون دولار". ومنذئذ، حدث تراجع وصل
إلى 18.9 بليون دولار في عام 2012. وواضح بما لا يدع مجالًا للشك أن معظم المعلنين
قد حققوا أرباحًا طائلة من الإعلان على الإنترنت محل الإعلان في الصحف الورقية.
وخلال الشهور القليلة الماضية، يحاول
العديد من المطورين المتميزين في مجال التكنولوجيا؛ مساعدة مهنة الصحافة على تحقيق
نجاحات جديدة، مع منح الأولوية للصحف اليومية. وساهم "جيف بيزوس"، مدير
عام شركة أمازون، بـ 25 مليون دولار في صحيفة واشنطن بوست، وبعده وعد بيير
أوميديار، مؤسس "إي باي eBay"،
بإنفاق مبلغًا مشابهًا على كيان إعلامي جديد "فيرست لوك ميديا First Look Media".
أما شركة جوجل، فحتى الآن لم تقدم أي شيء لدعم الصناعة.
وعديد من الدول الأوروبية لا تحصل على
حصة من سوق الإعلانات الخاص بجوجل. وتحقق جوجل أرباحًا تقدر بـ 1.5 بليون جنيه
إسترليني أو 2 بليون دولار، في فرنسا. واستبد الغضب الحكومة الفرنسية لعدم سداد
شركة جوجل أية ضرائب في فرنسا، وبدلًا من ذلك انتقلت إلى بلجيكا وإيرلندا. وصرح
فلوير بيليرين، وزير الاقتصاد الرقمي، "نريد العمل لتأكيد أن أوروبا ليست
جابية ضرائب، لطمأنة بعض شركات الإنترنت العملاقة."
انتقلت المعركة ضد صناعة الإعلان
لجوجل لساحات القضاء الأوروبية طوال سنوات عديدة، كان طرفها الآخر الناشرين في
بلجيكا وإيطاليا وفرنسا، وهؤلاء قاموا بتحريك دعاوى حقوق ملكية فكرية ضد جوجل
لقيامها بعرض وتخزين مقتطفات ضمن محتوى نتائج البحث والخدمات مثل خدمات جوجل الإخبارية.
وبشكل رئيس، كانت جوجل تأخذ مقالات الصحف وتقوم بعرضها دون تعويض الناشرين
الأصليين لها. وحاولت شركة جوجل حلحلة الموقف الفرنسي قبل أن تنجح فرنسا في إقناع
الاتحاد الأوروبي بتمرير قوانين جديدة بشأن محاسبة جوجل ضريبيًا على الأخبار
المحلية المنشورة ضمن محتوى أخبار جوجل والتي تمتلئ بالإعلانات. وتشاركت الحكومة
وشركة جوجل في تقديم منحة تطوير رقمي بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني لمساعدة شركات
الأخبار المحلية لتقديم صحفها في شكل رقمي. وسيتيح الاتفاق التجاري للشركات
الإعلامية تحقيق ربح من الإعلانات التي تقدمها جوجل، ومن بينها أدسينس AdSense
وأدموب AdMob للتليفونات الجوالة. وتقدم جوجل 6
بنسات/نقرة شهريا للناشرين حول العالم، بما يمثل أكبر مورد مادي بجذب الإعلانات
وكذلك القراء الجدد.
ويُقر عديد من خبراء الصناعة بأن موقع
الإعلانات والتوظيف "كريجليست Craigslist"
لتناقص معدل الإعلانات المحلية والتي كانت تشكل عنصرًا رئيسًا لإيرادات الصحف.
ولشركة جوجل أثر واضح على تراجع الإيراد من الإعلانات، بالإضافة إلى عدم قيام جوجل
بما يكفي لمساعدة صناعة الصحافة. وإذا استمرت شركة جوجل في وسائلها الاستغلالية
على حساب المنتجين الأصليين للمحتوى، فسيؤدي ذلك إلى توقف المزيد من الصحف،
وبالتالي تناقص المحتوى الذي يتم تقديمه.
ميشيل كوزلوفسكي:
رئيس تحرير
"جوود إي ريدر
Good
e-Reader/القارئ الإلكتروني الجيد. وطوال
السنوات الأربعة الماضية، داوم على الكتابة عن القراء الإلكترونيين والتكنولوجيا. ويتم
اختيار مقالات بواسطة مصادر الأخبار والمواقع المحلية والكبرى، مثل
"هافينجتون بوست Huffington Post،
CNET وغيرها. وكثيرا ما يسافر ميشيل لحضور الفعاليات الدولية مثل IFA، Computex
و Book Expoوكثير غيرها.
في حال وجود أية
أسئلة بشأن مقالاته، يرجى مراسلة ميشيل كوزلوفسكي على بريده الإلكتروني michael@goodereader.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·
رابط المقال:
http://goodereader.com/blog/digital-publishing/has-google-demolished-the-newspaper-industry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق